"حوار مع الغياب" نصّ إبداعي يتوغّل في أعماق الشعور الإنساني، حيث يقف الراوي على حافة الذكرى، محاورًا فراغًا خلفه رحيل شخصٍ عزيز، أو غياب حلم لم يكتمل. يدور الحوار في صمتٍ داخلي، تتناوب فيه الأسئلة دون أجوبة، وتغدو الذكريات أبطالا صامتين في مسرح الوجدان. الغياب هنا ليس مجرد فقد مادي, بل حالة شعورية تتجلى في تفاصيل الحياة اليومية: في رائحة قهوة الصباح، في المقعد الخالي، في الرسائل القديمة، وفي الأصوات التي لا تُنسى. الكاتب يجعل من هذا الغياب كائنًا حاضرًا، يتحدث إليه، يناجيه، وأحيانًا يلومه أو يعاتبه، لكنه لا يتوقف عن انتظاره.